عند الإشتياق لا تكفيك الخطوط المدفوعة.. في مخيم لا تسمع به الأصوات جيداً

أن تكون أختي التي لم أحظى بمخالطتها إلا لعامين..

عامين من عمر بأكمله يعيش فيه جسدي بلا هوية، نصفي هنا والآخر مني هناك..حيث تكمن هي!

أذكر  يومنا الأخير بأرض وطنٍ لا يشبه من ملامحنا شيء، في بقعة تلتقي فيها كل الوجوه التي لا يشبه أحدها الآخر

ودعتها.. وفي يدها لعبة لعروسة من شواطىء هاواي الأمريكية..

رجفت شفتها العليا، حبست الدمع في عيني..ليبكي قلبي ليلتها

بكى قلبي كثيراً لأنني رحلت قبلها في إجازة لم أحسبها أنها ستطول، لأتصل بها، فيأبى أن يكون وداعنا الأخير عبر هاتف عتيق أسلاكه مكشوفة في مخيم لا تسمع به الأصوات جيداً

كل الأصوات في المخيم مكسورة، كصوتي وصوتها وسماعة الهاتف المهترئة

بكينا حتى احتضنتنا الكلمات، طبطبت على رأسي وهي تناديني.. 

لم أحدثها كثيراً، فعند الإشتياق لا تكفيك الخطوط المدفوعة

عند الإشتياق، لا تتحدث بتكنولوجيا تطلب منك مالاً مقابل كل ثانية، بل اتجه إلى أتعس الطرق لكي تحكي على الملأ معنى أن تكون لك أختاً.. تشبهك حد الذي يصدم المارة من حولك.. في النصف الآخر من العالم

سبع سنوات وأكثر، تتبادلا القبل والأحضان عبر زيارة الأم والأخت وهدايا متناقلة بين الطرفين

يحدث أن تلتقي العالم كله في ليلة.. وتمضي عمرك بحثاً عن وجه يشبهك

وجه أحببته لأنك رأيت ذاتك به

لأنك تريد أن ترى ذاتك به ليبقى فتات ثقتك بنفسك حياً

ما الذي فعلته الغربة بنا يا لمياء؟

حدثيني أنت عن المكان الذي لا يشبهك..

عن آخرون سرقوك مني وحرموني..لحظة أبكي فيها على كتفيك فتبكي معي حتى أهدأ

حدثيني عن عالم هاوي في تشتيتنا أكثر، في تغريبنا، نحن اللتان حرمة احدانا وطنها والأخرى حرمها الوطن من حبه

كيف لنا أن نلتقي بعد أن طول شعري كثيراً وكان قد حلف ذات مساء أن لا يطول إلا بعد أن تأتي لتصفيفه بيديك

كيف لنا أن نلتقي، وأصواتنا في ذلك الهاتف..فقدت الكثير من التفاصيل، حتى لا تبكي إحدانا،  فتعجز الأخرى عن احتضانها..