by

عالقون داخل الرقم 48

 

أقطع هذا الطريق الطويل إليك وحدي بالأحرف الكبيرة والشكل البذيء لجدران حينا الفقير .

أنا لا أثق بالهدوء الذي أعيشه مطلقًا، أسمع بحة صوتي على الورق وتزدحم الأمور السيئة التي تقضم أطراف أصابعي.

صار يشبه وجهي كل شيء يمر أمام الباب.

ما الذي يحدث تحت السرير؟

كلها أشياء لا يمكنني العثور على إجابات شافية لها، ولا يمكن لمرة أن تكون الأولى مرتين.

أخاف من نفسي ومن الآخرين وهم يعبرون منشغلين بأشيائهم، ولا تبدو عليهم أي علامات غير مألوفة.

أخاف من القدرة العجيبة على الاعتياد، كما لو أن الحياة الآن كما هي بصورتها الطبيعية والناس يعيشونها دون أن يتغير شيء، التعايش مع أكثر الأحداث قسوة.

كأنني أشاهد فيلمًا صامتًا لا يحمل الألوان وكل الليل المتأخر انقلب فجأة إلى ظهيرة.

من أين خرج ذلك الصوت كله؟

حسنًا، لا أدري كيف سأتذكر هذه الأيام في المستقبل؟

في الصف الطويل أنا المغتربة التي تقف أمامك الآن أول الصف، امرأة لا تتذكر سببًا واحدًا لوجودها هنا وانتظارها ليشرح لها أحدهم كيف أصبحت فجأة لاجئة كل هذه المدة ولا تجرؤ على القفز منذ سنوات إلى الجهة الأخرى.

كيف يمكنني التخلص من سؤالي البسيط حين أراه متعبًا؟

 

أنا منشغلة الآن بمراقبتك عبر التلفاز، يعقدون حولك مؤتمرًا صحافيًا ويعلنون فيه انتصارك بينما تربكني حولك أسئلة الصحافيين الفضوليين.

أشعر أنك تخاطبني في كل ما تقول أو تتعمد أن تسمعني كلامك.

روحي تجوب أزقتك وأحلامي جميعها أكبر مني، بينما يغلق باب الدار خلفي، يتملكني ذلك الشعور القديم بالخوف.

لقد منحت لقلبي وطنًا، ما كنت لأتمكن من كتابة هذه السطور بدون حبك، لكني متعبة وأسير ببطء، خلفك تمامًا!

أقف على عتبة الدهشة طويلاً وأستيقظ محمله بكل الأحلام السريعة والعاجلة مرة أخرى.

أحاول أن أتحسس طريقي بحذر وأتحدث مع رأسي عن الحياة الجميلة في الخارج، أحاول جمع نفس طويل، لكنه يتقطع.

صارت الأشياء تحرك نفسها  من أمامي، إنني وأنا فيك أقف أيضًا أمام الباب محاولة الدخول إليك، لي أطرافًا لا تحتمل ثقلي ولم يأتي أحد ليأخذ بيدي من أي مكان .

أعتقد أني انتهيت.

هل يمكنني البكاء؟

 

 

 

Write a Comment

Comment