by

الذهاب إلى عين الحلوة

حاجز عابس.. بل أكثر من واحد، يقف أمامي الآن، يعيق حركتي، يصعب طريقي والوقت قد توقف في جهات أربع تطوق بقعة ضوء لا أسماء حقيقية لها، لا ملامح واضحة عليها، ولا حدود لذلك الوطن سوى جدار اسمنتي يصل السماء وتقوم أساساته على الأرواح المعذبة في تلك الزاوية المعتمة من العالم الضخم.

هل تراها مثلما تفعل عيني؟ بكل خرابها.. دمارها.. بؤسها.. وحزن الأفكار التي تكبر معها، حلوة!

الجميع هناك يصنع كل صباح وجه واحد، ستعتاد عليه بعد المرة الأولى لك، ثم ستصبح أول من يشعر بالغرابة إن تبدلت الملامح.

الكل له وجه واحد ” أنا لست جيدًا في الحياة”.

أما عني، كنت هناك وأعرف منذ أشهري الستة في الحياة أنني لست منهم. أني سلسلة من الفضوليين التي تستمر بالسؤال وفقط عن حل لجميع أوضاع اللاجئين هناك، هنا، وفي كل مكان مخبىء من أطراف المدن الكبيرة.

وعرفت بالمثل أن الدخول إلى عين الحلوة لا يشبه رحلة الخروج منها.

عين الحلوة.. وما أدراك ما عين الحلوة؟ أتمنى لو بإمكاننا أن نكون غريبين مجددًا!

لم أمكث طويلًا، كانت زيارات سريعة، لطالما أثار ذلك المكان اهتمامي، أحببت رائحة الوطن التي لم تنفذ مع “طول الزيارة”.

دفعتني الأشياء المبعثرة، المشاهد الغير طبيعية والتي تمارس بشكل علني وروتيني أن أحفظها في داخلي، وكأنها جزئي المفضل من الحياة.

الجزء الذي كبر معي ويشاركني حياتي الخاصة منذ فترة طويلة.

علمت لاحقًا أنه قوتي، أو سببًا لها.

ترى، هل أحببت الواقع حقًا؟ هل كنت أراه بصورته الطبيعية؟ أم أن حبي للكلمات دفعني لإستخدامها في الأماكن الغير مناسبة لوصف وضع غير محتمل؟

لماذا يبدو كل شيء يسري كما لو أنه جزءًا من دائرة متقنة بينما لا شيء منطقي؟ لا شيء يحدث دون ألم!

ومع هذا لم أكن لأجد أبدًا من يصرخ طالبًا النجدة.

ربما أن الأدمغة هناك لا تملك قابلية الوصول إلى العالم، أو أنهم في موعد مع فكرة ما وليس مع آخرين مثلي.

لحظة واحدة..

أنا أيضًا أواعد أفكارًا أخرى، لكني أريد فكرتهم..

إذن، هل يبدو الأمر مثيرًا للإهتمام؟

لا أدري، ممكن.. والله أعلم.

لا معنى لهذا كله، لأنه قد يعني الآن أي شي.

Leave a Reply for Julio Cancel Reply

Write a Comment

Comment