by

ما أكبر سوريا في عين الحلوة

مدخل: “يا مال الشام يا الله يا مالي

طال المطال ياحلوة تعالي

يا مال الشام على بالي هواك

أحلى زمان قضيتو معاك

يا مال الشام على بالي هواك

أحلى زمان قضيتو معاك”

 

السوريين في لبنان، لا أدرك كم من نتائج البحث والمواضيع المؤرشفة التي ستظهر لي إن جربت واستخدمت يوماً تلك الكلمتين الملتصقتين في محرك البحث “جوجل”. لطالما كان الأمر معقداً، حاملاً لعدد من علامات الاستفهام والتساؤل.. إلا في عين الحلوة، كل شيء كان يختلف في تلك البقعة الضيقة!

الأرض الحاملة لمعنى الضيافة والكرم العربي بطريقة لن يصدقها إلا من زارها يوماً..

هناك، حيث يعيش الفلسطينيون فوق بعضهم البعض في بيوت متلاصقة حد إختفاء خصوصية الأسر فيه، كانت الأبواب دائماً مرحبة بالسائلين، المحتاجين..والنازحين!

رغم أن الأمر ذو حدين، فعندما كانت الحلوة مضيافة للتجار السوريين والمشترين اللبنانيين، كان هناك دوماً من يريد أن يحدث زوبعة، أن ينقل فتنة الاتفاقيات التي وقع عليها من هم أكبر منا.. لنتذمر وأخيراً من فتات وحدتنا العربية في بقعة لن تفقد فيها ملامحك أبداً.. لأن عين الحلوة لا تنسى أولئك الذين يحبون فلسطين التي بها.

أتساءل الآن بعد أن غبت نحو ثمانية سنوات عن ذلك المكان، كيف أصبح؟

وهل مازال الحاج أبو أحمد يأتي من سوريا صباحاً ليبيع الفواكه والخضراوات؟

هل لازال هناك فواكه وخضراوات تزرع؟ أم أنه  اتجه هذه المرة للاسترزاق ببيع شراب الجلاب والمكسرات؟

 

جميلة كانت عين الحلوة حين توجهت إليها أنظار اللبنانيون في حروبهم السابقة وخاصة الحرب الأخيرة عام 2006 التي فتحت مدن العالم أبوابهم لضم الإنسان اللبناني أيا كانت طائفته..

ومؤسف هو الحال الذي يستقبل فيه الفلسطيني وأخيه السوري على حد سواء..

عين الحلوة التي لم تيأس رغم تكاثر الفتن من حولها، ها هي من جديد تستقبل السوريين..واللبنانيين وكل من رفع شارة النصر باتجاه الله مردداً..

“على هذه الأرض ما يستحق الحياة”

 

*** 

آه لو بإستطاعة القارىء أن يستنشق عبق الذكريات التي يكشفها القلم بأحرف متجردة من كل شيء إلا من كلمات تغنى بها أبناء الوطن العربي والعالم لياسمين الشام لسوريانا، ومع ذلك لم يوفها أحد حقها من جمال عيناها الخضراوتان أو نمش وجهها الذي يحكي تفاصيل شعب من فرط طيبته ظلم نفسه.

سوريا، هي الدولة التي احتضنت بعاداتها وتقاليدها، ببساطتها وتحضرها، بفلاحينها وأطبائها، هي مزيج من هذا وذاك، من العصرية والقدم..

هي عاصمة كل الدول، وكل الدول مع أول نداء استغاثة .. فرطت بها..

هي التي من قطرات الندى تحكي قصة عاشقان التقيا في صباح دمشقي على أنغام فيروز.. “أديش كان في ناس ع المفرق تنطر ناس وتشتي الدني..”

هي التي تشتم بين جدرانها هموم المارة بها، لا تستهن الشام بمن فيها وبمن عبروها، هي الذكريات الجميلة والمؤلمة، في ذاكرة السلام

أعطت لأبنائها أكثر مما تمنوا، أكرمت ضيوفهم، وتحاملت على نفسها حتى حاولوا التخلص منها لشدة فرط بياضها الذي  طمع به الغرباء..

وبدؤوا خطتهم من الجذور..ببتر الساق..

حتى أصبحت سوريانا مقعدة، تكافح بيديها التي لا يمكن أن تصفق بمفردها، وتنوح بين الدعاء والآخر، على جميل نكره أقرب الأقربون إليها..

 

مخرج: “ودعتيني وعاهدتيني

لا تنسيني ولا أنساك

مهما تغيبي سنين وليالي

طال المطال طال وطول

لا بيتغير ولا بيتحول

مشتاق ليك يانور عيوني

حتى نعيد الزمن الأول

يلا تعالي كفاك تعالي”

 

 

 

Write a Comment

Comment