by

على الله تعود بهجتنا

منذ أن استطعت أن أنطق اسمي ذو الأحرف الكثيرة وأنا أتساءل هل كانت لفلسطين بنات يحملن اسم كإسمي؟

بنات من نسائها العظيمات اللواتي أتباهى بهن ما إذا اقترن اسمي بنضالهن..

أو إحدى اللوات كن يكادحن بين أغصان الزيتون والمارمية وهن يدندن:

“يازريف الطول وقف تقلك

رايح عالغربة وبلادك أحسنلك

خايف يازريف تروح وتتملك

وتعاشر الغير وتنساني أنا”

 

استطعت في مراحل عمري المبكرة أن أعي همي الاول والذي اختارني دون موافقتي..

همي في إجابتي” أنا فلسطينية من لبنان” كلما سألني أحدهم من أي بقاع فلسطين أنتِ؟

لكن ربما خارطة فلسطين الكبيرة المعلقة على مدخل بوابة منزل جدتي في مخيم عين الحلوة لم تعلمني يوماً أنني لاجئة ليس لها أدني الحقوق في كافة زوايا هذه الأرض من أقلها رفاهية إلى أكثرها دناءة.

بذات الإصبع من سبابة يد جدي، كان يأتي بيدي أنا وإخوتي وصولاً إلى أصغر أحفاده ويقف بنا أمام تلك الخارطة، مشيراً بيده إلى بلدة صفد ويتمتم “شايفين صفد؟، إنتو من هون وهاي بلادكوا!”

يصمت قليلاً وينهي كلامه قائلاً: “إن شاء الله يتشوفوها.”

 

يعاود الحديث مجدداً بعد أن يأخذ رشفات من القهوة وهو يتلو علينا تجاربه مروراً بحيفا حيث التقى بجدتي هناك..

واليوم..

كلما زرت مخيم عين الحلوة في الجنوب اللبناني ابتسم لصورة جدي ذات الشريط الأسود بجانب خارطة فلسطين وأدندن:

“على الله تعود بهجتنا والفراح

وتغمر دارنا البسمة والفراح

قضينا العمر ولف طل وولف راح

وضاع العمر هجران وغياب

وأسجد على أبواب الله”

Write a Comment

Comment